الإهداء : ( حتى وإن رحلو فأقلامهم خالدة والروح تهدي محبيها ) من باسم عبدالكريم الفضلي إلى العراقي العراقي إلى بنيتي وحفيدي وإلى من كانت لي نداً ميلو وإلى كل من ذكرني وتذكرني إلى دجلة وكل من عشقه إلى العراق.
المقدمة : باسم عبد الكريم الفضلي /العراق 1958 -2023 وحده حرفه يحدد معالم شخصيته لذا وبناء على ما سيقدمه تالياً من دراسات نستطيع ان نقول أنه صاحب ذكاء حاد متقد أضف اليه قوة في التخطيط لخط سير المنجز الادبي , رقيق الشعور بالآخر . أعماله : هي نمط و سلوكية حياته ... باسم عبد الكريم : 1- الشاعر : أكثر ما تميز به... استماتته في سبيل انسانية الانسان بشكل عام . 2- المفكر /الدارس : العقل عنده فوق كل اعتبار مهما كبر, الانسان هو العصب المحرك للحياة , كل ما يخرج عن اطار المدرك أو المحسوس /الماورائيات أو لنقل كما يسميها / ميتا , له به رأي .فلسفته العامة / أدبياته مبنية على الارادة وعلى ان الانسان قادر بها على دفع العالم الى الافضل / طالما آمن بها 3- الكاتب : مقدرة عظيمة على فهم الإنزياحات والتعامل معها / يطلق عليها البعض المتقولب أسلوبيا تعقيد صناعي في حين يراها محفزا للعقل , كتاباته استقزازية , بعيدة عن القولبة , صعبة المنال , تدل على ثقافة واسعة , لوحده يشكل دائرة معارف / تاريخ , أدب , لغة , دين ...الخ , كتاباته حقائق صارخة بوجه خصومه . 4- هو دارس تحليلي , اسلوبه الدراسي يعتمد تفجير الكلمة . للكلمة عنده اعتبارات أخرى غير تلك الظاهرة و المستخدمة للتعبير الإنشائي عن فكرةٍ أو موضوعٍ ما ، للكلمة عنده كيان زماني ومكاني وعلى هاتين الركيزتين استند فكره في بناء النص الأدبي ، وكذا الدراسة الأدبية ، وذلك من خلال تحويل النص ذاته إلى (مبدأ للوحي) ودليل حي للحظة يقين تكاد تتحجر، مبدأ يفكك ويفجر الكلمة ويبدل تركيبها ، يعيد لنا خلق هذه الثقافة وهذه اللحظة بحلة جديدة فنحصل على تثاقف يكون أساسا لولادة (وعيفكرية) متجددة . أدرك الفضلي أن مقتضيات هذا التثاقف لا بد لها من حامل يجابه به عصمة التخلف والركود الفكري فأخذ يعمل كشاعر على نوع جديد محدث من النصوص ، لكن ولتمكن التخلف وتمدده على الوعي الجمعي غدتْ المهمة صعبة جدا عليه ومع ذلك بقي مصراً على إمكانية النهوض والبدء . - وعى حقيقةً أن الوعي العربي المعاصر, وعيٌ ما قبلي انغلاقي , يتسم بالتعصب , التعنت , الأصولية الانفعالية والعاطفية في اتخاذ أحكامه و مواقفه حيال ما تفرزه حركة التطور الحياتية الحتمية من تحديات تلقي بظلالها على بنية المجتمع في جميع مركباتها الثقافية / الأدبية . الفنية . العلمية . الدينية . السياسية و الذاكرة التاريخية ....الخ فتأتي تصورات هذا الوعي وأحكامه خارج السياقات الواقعية غير منسجمة مع روح العصر ومنطق التطور الحضاري , وهذا يدل بوضوح على أن هناك مأزق بل أزمة فكرية حقيقية , تستوطن العقل العربي , لذا رأى الفضلي أنه على الأديب /المتزمت/ العربي أن يتعظ من تجارب الغير في استخدام العقل ويرى كيف أن العالم تجاوزنا بأشوااااط حتى بتنا في آخر ركب الامم المتحضرة . فتح باب الحداثة الأدبية (النصية، النقدية) على مصراعيه حتى أنه اتهم بالجنوح والتطرف الحدثاوي للغة النصية ، فاللغة بالنسبة له هي آلية و وسيلة التفكير, وأصل استجابته للمؤثر الخارجي, وتحديد ردة فعله المناسب نحوه وهنا أود الاقتباس منه : < باللغة يستطيع عقلي مثلاً أن يفرق بين الافعى والحبل > فاللغة لا تعني الكلمات فقط فهناك لغة ضوئية / إشارات المرور، صوتية ، صورية / وإن تطوير الأدب يعني في جوهره تطوير اللغة التي تشكله وتحدد معانيه وترسم صوره ، ولما كان تطور اللغة يعني تطور الوعي ( علاقة الوعي / العقل ، باللغة علاقة طردية علميا) والوعي المتطور المتفتح إنسانيا هو أخطر ما يهدد عصمة التخلف المهيمنة على الفكر والقامعة لتحرره ،لذا جاء قرارها بإحكام القطيعة بين الوعي الجمعي وكل مؤثر خارجي ( خارج حدود سلطتها ) ومنها المؤثرات الحداثوية الادبية ... . إذا هو مدرك للداء وبالتالي أدرك الدواء وأيقن أنه يكمن في إنهاء تلك القطيعة وفتح المجال لعلاقة تفاعلية بين اللغة والوعي الجمعي من جهة وبين المؤثرات الخارجية وأقصد بها المؤثر الحدثاوي الادبي من جهة أخرى , ووحده القاريء الفضولي الطارح للأسئلة من سيخلخل جمودية وعي القاريء المقابل المستهلك للنصوص الأدبية دافعا'' إياه للانفعال بما يقرأ , وإثارة رغبة البحث فيه عن تفسيرٍ لتلك الإشارات الغرائبية أو الصور المبتكرة التي تزخر بها النصوص في أعماق وعيه , من مخبوءٍ دفين يكسر به حاجز الصمت الذي فُرضَ عليه سلطوياً كما على عموم أبناء جيله طيلة سنوات عديدة , ليغدو قارئاً متفاعلاً مع المنتج الأدبي أياً كان ، وابتدأت ثورته على جبهتين، التشكيلية من جهة والتحليلية من جهة ثانية لاقت رفضاً شديداً في واقعنا العربي وصعوبات في فهم الغاية الحقيقية منها واعتبرها البعض خروجاً سافراً من تحت عباءة القميص الفراهيدي ، لكنه تابع تفرد بأسلوبه الخاص تفرده بفكره الثاقب المدعم بمخزون ثقافي معلوماتي هائل .لم يتَّبع أحداً ولم يتأثر بأية مدرسة شرقية كانت أو غربية ، ولم يتقولب أسلوبياً ، أو يخضع لمسميات الأجناس الشعرية أو الأدبية عموماً ، يعطي نصه او دراسته عنواناً من نحته كما سنلاحظ لاحقا فيما قدمه لنا من دراسات حيث خص كل دراسة بعنوان كان بمثابة تمهيد للقاريء،وعلى سبيل المثال لا الحصر : - النص الرسالي - سيمياء تمظهرية الغربة الوجودية في الشكل النصي - القصدية التعبيرية للنص التجريدي / السكوت عن المعبَّر عنه.... الخ فللعنوان أهمية عنده كونه يدخل كمكون رئيس للعتبة الدراسية _ لم يحفل بما ذهب إليه الكتَّاب والأدباء لا من قبله ولا من بعده ، وإنما عاش أسمى معاني حريته وهو يمارس فعل الكتابة لا مرجعية له إلاه ، ولم يصدر إلا من سحيق أعماق وعيه ، ساعياً لكسر النمطية الإسلوبية /القرائية والخلاص من مألوفية رتابة المعالجات الشعرية - ركز على الوعي الإبداعي , تنوعت كتاباته فشملت الشعر بإنواعه , السرد الشعري أو التعبيري / القصة , الرواية , المسرح , المقالة , النقد والدراسات والبحوث فهو لم يدع سبيلاً من شأنه أن يدعم القاريء ويخرجه من قوقعته إلا وسلكه ، اشتغل جاهداً لتأكيد هدفه من رسالته الفكرية الادبية تحديداً ، وهي تجديد الوعي بقصد تطوير الوعي القرائي ، آمن برسالته وخطط لأعماله الأدبية خاصة الدراسات التحليلية ، وصمم على المضي بها واضعاً نفسه موضع التلميذ /القاريء المتلقي تارة ، وتارة أخرى موضع المعلم / الأديب الناقد، فجاءت دراساته هذه كمراجع ومستندات انا شخصيا اعتبرها : - دراسات تؤسس لثورة مفاهيمية تُخرج النقد العربي المقولب من قيوده التي قولبت الإبداع و الوعي لعصور من الزمن. - دراسات أخرجت النقد من كونه مجرد شرح وتبعية، ومدح وذم إلى معناه الحقيقي /التحليلي التركيبي - دراسات فرضت ذاتها بمحاورتها للنص وبتفجيرها للكلمة واستخلاص دلالاتها وغاياتها والنظر بمنطلقاتها وكله حسب رؤية القاريء وما يملكه من ثقافة تراكمية وبالتالي يمكنها ان تضعنا ( القراءة التحليلية) أمام ثورة / مفاهيمية / وبالتالي فكرية فلعلنا نشتم رائحة الوعي يوما ما فنكسر القيد والاغلال/ وننطلق بمكنونية الكلمة المعنوية رغم اننا / في عالمنا العربي، تعودنا على محاربة التجارب الفردية / الوجودية وعدم السماح لها بالظهور او الارتباط مع تجربة فردية اخرى خوفا من التأسيس لتثاقف او تفاكر فكري يولد ثقافة جمعية تكون خارج نطاق الرص الفكري المؤسساتي ( المؤنظم ) - دراسات ستكون رافدا لمكتباتنا العربية ولأجيالنا القادمة ......بقلم : ميلو مشهور عبيد
حقوق النشر محفوظة
www.dar-al-manal-al-arabi.com
دار دار المنال العربي
دار للطباعة الورقية والنشر الإلكتروني على مواقع التواصل الإجتماعي ومنصة google العام تتضمن جميع كتب الفنون الأدبية والأبحاث العلمية تقوم الدار بحفظ ونشر كافة أعمالها والمشاركات المطروحة
الأديب : ريمون سليمان
الأديبة : ديمه العاشور