النص


****


درجةُ الشُّرفةْ_  تَحْتَ الصِّفرْ


ألآنْ


إنَّ هذا الجنرالَ الّذي


يَغزو العالم الثَّالثْ


ناتجٌ عَن اشتعالاتِ فَخْذَيْ تانيا


فَتَصَبَّبوا عرقاً


ثُمَّ اغتسلواْ، صلّواْ، رتِّلواْ


آياتَ الشَّمسِ


عسى أنْ يَتبخرَ هذا الضَّبابُ


في حاراتكمُ المُتَعفِّنةْ


كَعجينةِ أرملةٍ..


فأنا أبتعدُ عن لهبِ الفولاذِ


عَنِ الملحِ المائلِ فيما


بينَ القِبابْ


لذا مادمتُ أُعطِّرُ بُلوزتي


الّتي تُكَبِّلُ خُطايْ..


إذْ كأسيَ الصُّنوبريَّةُ


لَمْ تُفارقُ لچعةَ الأبسلوتْ


حيثُ أصبحَ بائعُ الثُّومِ


دليلَ غُربتي


آهٍ.. ما هذا الدُّخانُ في فَميَ العطشانْ


ها أنذا أتَعطَّبُ مِنَ الأعماقْ


لأُمّي الّتي تَصُدُّ بيارقَ


الجمرِ الفسفوريَّةْ


بأمرِ اللهْ..


يا مروحة الأطفالِ المُفَقَّعةْ


كُفّي عَن هَفْهَفةِ القُرُّنْفُلِ،


وَدِّعي أمواجَ السُّمومِ


قُبالةَ طاگات البيوت الطِّينيَّةْ


ذَنْبي أنا أقترضُ الغَيْمَ


وَ.. أتعاقرُ حَلمات المطرْ


عشرونَ قصيدة مُشْمِسةْ


فأحنُّ لإستالينيَّةٍ بجوٍّ


يُشيرُ إلى


الصِّفرِ تَحْتَ الصِّفرْ..


18‏/09‏/2019


.......................


الدراسة :


*******


بنية لغة النص مخادعة ، فالقراءة الاولى لسطحه توهمنا ان تراكيبه العباراتية متسقة ً، في سياق اللغة الام ( دال / مدلول ) ، غير ان قراءتنا التحليلية تكشف ،ان له نظاماً اشاراتياً مفارقاً لذلك السياق يتكئ على تقنيتن تعبيريتين :


ـ الاحالات النصية والمقامية الخارجية لتحديد دلالات اشاراتها المشفرة* او مقارباتها المعنوية ، وجاءت الاحالات الاولى (النصية) بصيغتين : قبلية وبَعدية ( اي ان الاحالة تكون الى اشارات ودلالات مذكورة قبل وبعد الاشارة المحالة)


ـ اعتماد الشفرتين المتلازمتين ( الدلالية*والرمزية*) ، لتوليد دلالات  خطاب نص تحتاني تواصلي مخبوء .


وقصدية هذا الاسلوب التعبيري ، تضليل عيون الرقيب السلطوي ، لإيصال ( رسالته الخفية / معناه المضمر) الى المتلقي بطريقة آمنة ، وهي رسالة ( وثائقية) عما اقترفته/ تقترفه احدى القوى العالمية من افعال كارثية الاثر في بلد عربي ، ستحدد الدراسة هويتهما لاحقاً ، لما تزل تعيث به دماراً وفناءً، وتدفع ابناءه للوذ بالمهاجر بحثاً عن فتات امان. ولكونه نصاً وثائقياً، فهذا يجعله موقفيّاً (ذا موقف ) مما خلفته / تخلفه تلك الكارثة من فواجع، فالتوثيق هنا يعني فضح من يرتكبها وتعريف الاخرين بشنيع آثاره ، لذا كثرت  في لغته الفنية ، الاشارات ذات الاحالات المقامية السياق (الخارجية ) ، ليجعل من نصه صورة ناطقة متماهية مع تداعيات ذلك الواقع المتصدع ، وهذا مايجعله نصاً (احتجاجيا) .


وسأبدأ بدراسة وتفكيك عتبته العنوانية ( وَداعاً أيَّتُها القِبابُ المالِحةْ) :


لاتكاد العتبة تشي بالكثير عن خبايا النص ، سوى انها تؤكد غياباً ما


/ وداعاً : مفعول مطلق مؤكد لفعله / اودع


ولكي نقف على سر هذا الوداع ، وركنيه المودِّع / المودّع (القباب )، يتوجب علينا البحث في احشاء المتن عما يساعدنا على فك شفرة (القباب المالحة) فوجود القرينة لاحالتها داخلياً ( ستتضح خلال تفكيك المتن ) تبعد عنها دلالتها المقامية السياق / علم الجيولوجيا:( كتل ملحية صلدة توجد في طبقات الارض العميقة ) ، لذا سنؤجل تفكيك هذه العتبة حتى انتهائنا من تفكيك المتن كما يأتي :       


سأقوم بتكثيف مراحل التفكيك ، لتحقيق الغاية من هذه الدراسة ، بأسرع الآليات التحليلية ، لذا سأبدأ بالاشتغال على تفكيك الاشارات النصية المشفرة ( دلاـ رمزياً)، لمعرفة الدلالة المخبوءة لكل شفرة ، وبمعالقتها مع دلالات باقي الاشارات في سياق عبارتها ، يتولد  المعنى المسكوت عنه للعبارة ذاتها ، ومن تجميع المعاني المسكوت عنها لعموم العبارات النصية ، يتشكل خطاب النص المخبوء .


الاشارات المشفرة


ـ تانيا :اشارة مقامية السياق / الكلمات الدخيلة الاعجمية : اسم مؤنث من أصل سلافي وهو مشتق من اسم تاتيانا ، ويعني في الروسية (الملكة السعيدة) / والملكة لاتُسأل او تحاسب عن افعالها وان كانت خطايا .


والقرينة (...اشتعالاتِ فَخْذَيْ تانيا )


مقاربتها التأويلية :


عطش تانيا الجنسي = اكثارها ممن يواقعها  = استعار الفخذبن باحتكاكهما باجسادهم


تكثيف المفاربة : شدة شبقها


وهي مولّدة للاشارة (الجنرال ) / القرينة ( ناتجٌ عَن اشتعالات ...ِ)


التوازي الدلالي بينهما:


المولِّدة ( قبيح الفعل / المولَّدة ( خبيث الاثر )


ـ الاشارة الدالية (يغزو) متعددة المدلولات ، حددتها الاشارة ( جنرال ) بالغزو العسكري .، و زمّنته الاشارة(الآن )بالوقت الحالي، وتأكد وقوعه بـ( إنّ ) .


ـ الاشارة (العالم الثالث ) : مقامية / السياق الجيوسياسي : عديد دُوَل تتوزع في اكثر من قارة منها الاسيوية قارة البلد المغزوُّ الذي سأؤجل ذكر هويته الى ما بعد تفكيك باقي الشفرات .


ـ الاشارة (الشرفة ) : متسقة دلالياً مع نزعة ( التعالي ) لتلك (الملكة) وكذلك مع صفة (الغطرسة) لثمرة خطيئتها (الجنرال) المتضام مع نزعتها تلك ترادفياً 


( تحت الصفر ) : مقامية متسقة مع شدة برودة المناخ في روسيا


المقاربة الدلالية لعموم المقطع  :


خبث الروسي المتغطرس يدفعه لغزو بلد ثالثي ( نسبة للعالم الثالث ) سنتعرف هويته لاحقاً


ويسخر الشاعر من كل من يعترض هنا، من اصحاب الشعارات والمثُل :


((  فَتَصَبَّبوا عرقاً


ثُمَّ اغتسلواْ، صلّواْ، رتِّلواْ


آياتَ الشَّمسِ ))


ـ بلوزتي :  بلوزة في سياقها اللغوي المعاصر : ثوب خاصّ  يشبه القميص  يستر الجزء العلويّ من الجسد ، وهو غير متسق مع (الّتي تُكَبِّلُ خُطايْ.. )، مما يحيلها خارجياً الى اكثر من سياق :


أ ـ سياق جغرافية المدن السورية / بلوزة : قرية صغيرة في منطقة القصير بريف حمص تشتهر بب

تم عمل هذا الموقع بواسطة